اعتراف خطير من شركة أسترازينيكا بآثار جانبية في لقاحها

تسبب اعتراف شركة أسترازينيكا البريطانية بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا قد يتسبب في آثار جانبية  بما في ذلك تجلط الدم، في استنفار واسع وزيادة المخاوف المتعلقة بسلامة اللقاح.

وقد جاء هذا الاعتراف خلال استجابة الشركة لدعاوى قضائية جماعية تقدمت بها عدة أسر في بريطانيا يطالبون فيها بتعويضات مالية.

وقد زعم المدعون في تلك الدعاوى أن أنفسهم أو أقاربهم تعرضوا لتشوهات أو حتى الموت بسبب اللقاح الذي طورته أسترازينيكا.

وقد قدمت الشركة وثيقة للمحكمة العليا تذكر فيها أن تجلط الدم مع نقص الصفائح الدموية قد يكون نتيجة لتلقي اللقاح، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن هذه الحالات نادرة.

لقاح أسترازينيكا

وعلى الرغم من ندرة تلك الحالات، إلا أن الاعتراف العلني للشركة أثار مخاوف واسعة النطاق وزاد من حجم الدعاوى القضائية المرفوعة ضدها.

ومع تصاعد الجدل حول هذه الأزمة المتعلقة بشركة الأدوية العملاقة، والتي لعبت دورًا كبيرًا في مكافحة جائحة كورونا وإنقاذ حياة الملايين، تطرح العديد من الأسئلة حول تأثير هذه الأزمة على أسهم الشركة وإيراداتها المستقبلية، وكذلك حضورها في الأسواق وحصتها السوقية.

وقد كشفت آني بيليه التي فقدت ابنها البالغ من العمر 32 عاماً بسبب لقاح أسترازينيكا في يناير 2021، مشيرة إلى أنه كان يتمتع بصحة جيدة، وقد ترك زوجة وطفلين صغيرين، وأشارت إلى أنه كان يعمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) وفعل ما طلب منه وحصل على اللقاح لكنه فقد حياته، لافتة إلى عدم وجود داعم لعائلته، وذلك في تغريدة قديمة نشرتها قبل عامين.

My son died from AstraZeneca. https://t.co/gcA2GDYIsB

Have you. or someone you know first hand, been injured by covid vaccines?

Comment below ????

وبصفته طبيباً نفسياً في هيئة الخدمات الصحية الوطنية وعاملًا صحياً في الخطوط الأمامية، فقد كان الطبيب رايت، من بين المجموعات الأولى من الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح أثناء الوباء وتوفي بعد 10 أيام.

وقد أكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، بأن فوائد اللقاح تفوق بكثير المخاطر المحتملة، وأشار إلى أن اللقاحات ضرورية لمكافحة الأوبئة والحد من انتشار الفيروسات والوقاية من أعراضها، بما في ذلك الجلطات.

وقد أكد الدكتور حسام عبدالغفار أن الآثار الجانبية للقاحات نادرة وضئيلة، ومن بينها الجلطات، وأوضح أنها لا تتجاوز 3 حالات لكل مليون شخص، مما يعني أنها غير شائعة ولا تشكل خطرًا كبيرًا، وقد أشار إلى أن المؤسسات الصحية العالمية، مثل منظمة الصحة العالمية والوكالة الأوروبية للأدوية، لم تحذر من استخدام اللقاحات بسبب خطر الجلطات، وأكد أن الفيروس هو الذي يمكن أن يزيد من خطر حدوث جلطات بنسبة أعلى من اللقاح.

وبالنسبة لمدة ظهور الجلطات بعد تلقي اللقاح، فقد أوضح الدكتور حسام عبدالغفار أنها تبلغ شهرين على الأكثر، وبالتالي لا يمكن أن تحدث جلطات بعد مرور سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات من تلقي اللقاحات، وأوضح أنه لا يوجد دليل علمي يثبت حدوث جلطات بعد فترة طويلة من تلقي اللقاحات، وأضاف أن شركة أسترازينيكا أكدت هذه المعلومات عندما طلبت الموافقة على إطلاق اللقاح في عام 2020، وتعيد تأكيد ذلك الآن ردًا على الدعوى القضائية الموجهة ضدها، وأكد أن فوائد اللقاح تفوق بكثير المخاطر التي قد تنجم عنه.

وفي تصريحات لموقع 'سكاي نيوز عربية' فقد أعرب الدكتور وائل صفوت المستشار السابق لمنظمة الصحة العالمية، عن قلقه الكبير إزاء التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولو شركة أسترازينيكا بشأن اللقاح، وأشار إلى أن هذا القلق ينطبق على جميع أنواع اللقاحات عمومًا ولقاح أسترازينيكا على وجه التحديد، وأكد أنه لتقييم التأثير الكامل لهذه التصريحات، يجب أخذ كل حالة بشكل فردي والنظر في تاريخها المرضي وظروفها الفردية، مثل العمر لأن الآثار الجانبية للقاح يمكن أن تختلف من شخص لآخر.

وبشأن تأثير هذه التصريحات على مبيعات شركة أسترازينيكا، فقد أعرب الدكتور صفوت عن اعتقاده بأنها لن تؤثر بشكل كبير على المبيعات، وذلك لأن شركة أسترازينيكا هي كيان كبير وتنتج مجموعة واسعة من الأدوية غير اللقاحات، وعلى الرغم من أنه قد يكون لها بعض التأثير، إلا أنه يتوقع أن يكون ضعيفًا للغاية.

وقد أضاف الدكتور صفوت أن استجابة الناس لهذه الأنباء ستكون مختلفة، فبعض الأشخاص قد يقاطعون منتجات شركة أسترازينيكا، بينما ينتظر آخرون موقفًا قاطعًا من الشركة.

ويرى الدكتور صفوت أنه خلال فترة الجائحة، كان اللقاح إلزاميًا في بعض البلدان دون أن يكون الأفراد مسؤولين عن اتخاذ القرار بشأن تلقي اللقاح، ولذلك فإن الجهات المختصة بالتلقيح تتحمل جزءًا من المسؤولية، وأشار إلى أنه إذا تبين أن هناك ضررًا واسعًا للأشخاص الذين تلقوا لقاح أسترازينيكا، فسيتم تعويضهم.